الخميس، 24 مارس 2011

أنان يحذر المجتمع الدولى من خيانة نشطاء الديمقراطية بمصر

يكتب الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان فى مقاله بصحيفة الفايننشيال تايمز حول الإنتفاضة التى إجتاجت العالم العربى. فمن بلد لآخر تسابقت الشعوب العربية على المخاطرة بحيات شبابها فى سعيهم لإجراء انتخابات حرة والمساءلة الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

ويقول أنان إن شجاعة المحتجين الداعين للديمقراطية فى مصر وتونس وليبيا وغيرها من البلدان المنتفضة يذكرنا بما هو على المحك. فإنها ستكون خيانة فظيعة إذا ما تم دحض آمال هؤلاء على يد الفاسدين أو المتلاعبين بنتائج الانتخابات. لقد حان الوقت لنا جميعا لندافع عن نزاهة الانتخابات.

ويشير أنان إلى الانتخابات باعتبارها أحد الجذور التى لا غنى عنها للديمقراطية. ولكن لتكون ذات مصداقية، فإننا فى حاجة إلى معايير عالية قبل وأثناء وبعد التصويت. فلابد لأحزاب المعارضة أن تكون حرة التنظيم وتطلق حملاتها دون خوف. وأن يكون هناك، بقدر المستطاع، تكافوء بين المرشحين. ولابد للناخبين أن يشعروا بالأمان والثقة والسرية والسلامة أثناء الاقتراع.

وتستعد القارة الأفريقية إلى 19 انتخابات رئاسية على مدار الـ 18 شهرا المقبل. لذا يوصى أنان بإبتعاد بلدان القارة السمراء عن نظرية أن الفائز يأخذ كل السبل للسيطرة على لانتخابات والسلطة، تلك النظرية التى دمرت القارة على مدار العقود الماضية.

وفى انتقاده لتقاعس المجتمع الدولى من قبل، قال إنه لو وقف المجتمع الدولى منذ سنوات متحدا بحزم وراء نزاهة نتائج الانتخابات، كان يمكن تجنب كل ما وقع بالقارة وما سيطر عليها من أنظمة إستبدادية. مشيرا إلى أزمة ساحل العاج ورفض الرئيس لورين جباجبو ترك منصبه على الرغم من نتائج الانتخابات التى أكدت فوز معارضه ألاسان أوتارا بما أدى إلى اندلاع أعمال عنف فى البلاد وتزايد عدد ضحاياه من المدنيين.

ويضيف الأمين العام السابق للأمم المتحدة أننا بحاجة إلى لجنة متخصصة للتحقيق فى إنتهاكات حقوق الإنسان. فيجب على المسئولين أن يعرفوا أنهم لن يفلتوا من المحاسبة على أفعالهم. ويشدد على أن الحق فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة هى المفتاح لكل شئ.

ويحذر أنان أنه فى كل مرة يغض المجتمع الدولى الطرف عن الانتهاكات الانتخابية، فإنه يصبح متورطا فى كبح الديمقراطية. فالمنفعة قصيرة الأجل لا يمكن أن تطغى على التأثير طويل الأجل للأمن والتنمية وحقوق الإنسان. فلابد من رفع التكلفة على هؤلاء الذين يحاولون التلاعب أو سرقة صناديق الاقتراع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق